اللقمة لم تعد في فم الصحويين

بدايةً علينا ان نوضح من هو الصحوي بإختصار لتسهل الإشارة اليه في موضوعنا ادناه .
الصحوي هو ذلك المتدين ذو اللحية وقصير الثوب ( ليس دائماً ) وعادةً ما يتصف بالتشدد والتزمت ولا يتمحور حديثه الا عن المرأة وخطرها على المجتمع وتذكير الناس بالموت والاساس في الشيء الحُرمة بدلا من ان تكون الاباحه 
وهو ذلك الشخص المستعد الى رميك بأشنع الالفاظ وتأليب الرأي عليك ولو سُمحت له الفرصة لأذيتك لمَ تردد في ذلك ، وكل ذلك يكون باسم الدين والدفاع عن الاله .






الامر الذي يكاد ان يصيب الصحويين بالجنون هو ارتفاع نسبة الوعي في المجتمع السعودي الذي لم يعد ذلك المجتمع الذي كان يرى في فتاويهم واجتهاداتهم القداسة واصبح  يعاملهم كأنهم بشراً مثلهم وهذا ما لم يضعه الصحويين في الحسبان .
ولكن للأسف لا زال هناك من هم في غياهب الجُب يدافعون عن هؤلاء المتسلقين ، بدافع جهلهم وتجرعهم فكرهم وعدم بحثهم وقلة اطلاعهم ، ودورنا هنا ان نحاول ان نخرجهم من ذلك البئر المظلم الأجوف المبني على ارضٍ لا ماء فيها ، واعلموا اننا سننجح مرة ونفشل مرات لأن اقناع من نشأ على هذه الافكار المعادية للحياة وتجرعها من الصعب تخليصه منها لأنها تشبه الاغلال في صلدها وتحجرها ولكن ذلك لن يمنعنا من المحاولة .





اللقمة لم تعد في فم الصحويين وباعترافهم بأنفسهم , شاهدت مقطعين فيديو في الآونة الأخيرة على تويتر يتحدث فيها الأول ويقول أن عامي الأمس ليس كعامي اليوم , عامي الأمس كان يسلم بوصايتنا عليه ويعتبر نفسه فرداً من قطيعنا لكن اليوم اختلفت الاوضاع فقد راج عند عوام اليوم مفهوم الاختلاف في المسائل الشرعية ورفض وصاية رجال الدين عليهم .

اما المقطع الثاني وهذا حقيقةً ما اثلج صدري حيث ينبهنا الصحوي بنبرة انكسار والم ويقول ان اليوم في معرض الكتاب اصبح اقبال القراء ليس على كتب ابن كثير وابن القيم وابن تيمية كما كان قبل 20 سنة بل اصبح اقبالهم على الكتب الفكرية والفلسفية والروائية .
وهذا اعتراف من الصحويين انفسهم ان سقف الوعي اصبح متنوراً ومرتفعاً اكثر , واقبال القراء على كتب الفلسفة والفكر لن يخلق شبيها منهم بل سيخلق اشخاص اسوياء ومجددين وعقلاء ومسلمين حقيقيين , بدلا من قراءة كتب عفا عليها الزمن واصبح تطبيق بعض ما فيها يعد جريمة انسانية .
وانا اعتقد ان هذا التغير العظيم كان ردة فعل طبيعية لِما كانوا يروجون ويوهمون الناس به من اكاذيب وادعاءات باطلة واطروحات متكررة مثل اجماع العلماء على مسألة هي خلافية في الاساس , ومحاولة تغييب العامة وإحكام السيطرة عليهم وسوف ينجحون ! ولكن .. ماذا اذا بحث وقرأ هذا العامي ؟
ماذا ستكون ردة فعله اعتقد انها ستكون طبيعية اكثر مما يعتقدون .
ولا اخفيكم اني كنت احدى ضحاياهم ذات يوم وها هي ردة فعلي تكون ردا ونقدا لافكارهم لا لاشخاصهم .

واعلموا يا أصدقائي أن الدين الاسلامي والقران الكريم لا يمت بصله لغلوِّهم وتزمُّتِهم
بل إنه يعُد التشدد آفه ومشكلة خطيرة على مستقبل الإسلام  ، وقد اعتبر الإسلام الغلو امرا يجب تطهير حياة المسلمين منه وعمل على صد جميع الابواب في وجه الغلو والتشدد عن طريق إقرار قيم التوسط والاعتدال والإحسان والصدق ومكارم الأخلاق ومجادلة غير المسلمين بالتي هي احسن
في قوله تعالى ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) سورة العنكبوت آيه ٢٤

فما بالكم بمعاملة المسلمين مع اخوانهم المسلمين الاخرين !



حسابي في تويتر اصغط https://twitter.com/Mansour4r 

تعليقات